الأربعاء، 27 مارس 2013

حمـــــــــــــاري

.......القراء الكرام.....السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
 بعد خروجي الى التقاعد من مهنة المصاعب والمتاعب سنة : 2004 /م خطر على بالي أن أعاود نشاطي هذه المرة مع الأرض ...وظهر لي بأن أشتري حمارا ليساعدني على الوصول الى بستاني ...لكن مقدراتي المالية ساقتني  الى شراء جحش أبيض اللون كالفخار  في مرحلة طفولته الثالثة ودون سن البلوغ......وذات صباح بردعت  ووضعت الشكيمة في فمه وسميت وكبرت وامتطيت ظهره فمشى بي حوالي  عشرين خطوة وبرك بي  بعد أن عثر  فجاء وجهي على الأرض قبالة منخريه فتنفس في في ونبر ترابا وغبارا ممزوجان بمخاطه وكانت قوة الدفع شديدة فكانت بمثابة إنفجارة قارورة غاز الطهي حيث صمت أذنايا وأصاب وجهي ورقبتي  وقفايا رذاذ بارد مصحوب بسخونة رئتيه وطار الغبار في السماء شاهده القاصي والداني من ربوع سكان القرية فهرعوا نحوي ووجدوني على تلك الحال وذلك الوضع المزري فخلصوني من تحت الجحش الذي برك على مؤخرتي وضغتني وحال بين وصول الدم الى نصفي السفلي.حتى وصلت الى درجة الإغماء ....فحمدت الله على سلامتي وسلامة الجحش ومن ذلك الحين تنازلت عنه لأحد أبنائي الصغار.....


  في شهر اكتوبر ذاعت أخبــــــــــــــــــار



باني مقبل على شراء حمــــــــــــــــــــــار



يحملني الى بستاني عبر تلك القفـــــــــــــار



فجيىء لي بجحش ابيض كالفخــــــــــــــــار



سررت بمقدمه وادخلته الى الدــــــــــــــــــار



وكان ثمنه خمسة الآف دينـــــــــــــــــــــار



مقسطة، فدفعت لصاحبه الفي دينــــــــــار



رضي بذلك بعد ان استشـــــــــــــــــــــار



سر به الاولاد الصغار وحتى الكبــــــــار



تمرغ في الحوش ونبر حتى ثار الـــــــغبار



ركبته فمال بي ذات اليمين وذات اليســـــار



فطرحني ارضا فرايت النجوم في وضح النهار



استجمعت قوايا  ونفضت عن وجهي الغـــبار



ركبته ثانية وواصلت المشـــــــــــــــــــــــوار



وكل من لقيني ، حياني قائلا: مبروك الحمار



وصلت الى بستاني سالما وربطت الحمار



اطعمته فصة خضراء ايما اخضــــــــرار



حمد الله بعد ان تجشأ والتفت يمينا ويسار



تمرغ على ارض حمراء ليس بها  احجار



استلم الى النوم من الأ صيل الى الاسفرار



تركته الى حاله وقمت بالتنظيف وتقليم الاشجار



لم يقو على حملي، وبقي في امري محـــــــــتار



لثقل جسمي المحمل بالآثــــــــــــــام والاوزار



فتنازلت عنه لأحد ابنائي  الصغــــــــــــــار



فالفه واحبه ، وصار منه بمنزلة احد الاخوة الكبار



فسرت بينهما مودة ورحمة وحسن جوار



يحمله متى شاء الى البستان ويرجعه الى الدار



يودعه بعد ان يطعمه ألــــــــــذ  الثمار



ويتركه في الزريبة تقيه البرد وماء الامطار



الدفعة الثانية من ثمنه الف دينــــــــــــــــار



وبها صار المال عند صاحب الحمــــــــار



من الدفعتين ثــــــــلاثة ألآف دينــــــــــار



بالتقسيط، وبقي لصاحبه علي ألف دينار



شــــــــــــــــــــاء الله ان يتوفى الحمــــار



وحيدا، غريبا، لم يسمع به لا أهله ولا الجار



تأسفنا لفراقك ولرحيلك الى تلك الدار



نم قرير العين ايها الحمـــــــــــــــــــــار



في لحدك وحيدا بين الدقلة والجـــــــــــــدار



غدا سنلتقي في تلك الــــــــــــــــــــــــــدار



خلفت وراءك الدنيا وآ ثرت العيش في تلك الدار



هنيئا لك الى لقاء لا فراق بعده



والله شاهد على ذلك وحـــــــــــده



وأعضم الله لصاحبك أجـــــــــــره.

                  كلمات : تيجاني سليمان موهوبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق