الأربعاء، 27 مارس 2013

النائـــــــــــــــــــــــــــــــــم:3




........وعلى رأي المثل القائل: في كل عشبة نابتة حكمة
   ثابة علمها من علمها وجهلها من جهلها قد اشتد عود الطفل
   وأصبح يتبع أباه الى خارج الدار وبدأ يبني شخصيتـــــــــه
   انطلاقا من المحيط الأسري الى المحيط الخارجي يلعب مع
   أقرانه من بني عمومته وأخويه الصغيرين عبد القـــــــــادر
   وصلاح اللذان ولدا بعده الأول سنة:1954 والثاني فـــــــي
   سنة: 1956 كانوا يرافقون الوالد الي غابة النخيل والـــــي
   بستان فلاحة الخضر والنعناع  يعاونون الوالد قدر الجهـــد
   المتوفر لديهم من تصريف ماء السقي الى غير ذلك وفــــي
   جل الوقت كان الوالد يقوم بتعليم القرءان لأبنائه صحبـــــة
   أبناء الحي وكانت عملية التحفيظ تتم عادة بالتي هي أحسـن
وان لم يكن فبالتي هي أخشن من ضرب بالصي الميبســـة
في الظل وباللكم وباللطم وبجذب شعر النواصي وبتكسيــر
الألواح على الرؤوس .. وكان الطفل الملقب بالنائم خفيـف
الظل ومشاغبا لا يحب العنف لكن الوسط لم يتفهمه بعـــــد
فانه يكره كل ما يأتي بالقوة  بحيث كره القرءان وطريقـــة
تحفيظ القرءان ومن بين ردود الأفعال الاصرار على عـدم
الحفظ  مهما كلف الأمر ومهما كانت الصعوبات بحيــــــث
كان هو آخر من يخرج من الكتاب لسبب عدم حفظ لوحته
فحار أبوه في أمره وكان معه قاسيا واستعمل معه جميـــع
أساليب التعذيب ومن الطرق التي ابتكرها النائم للحيلولـــة
دون الحفظ هو أن يقرأ اللوحة من الأسفل الى الأعلــــــــى
عكس الناس تماما  ولقد ربطه أبوه يوما من رجل واحــدة
وأرسله داخل البئر الى أن بقي بينه وبين الماء قدر ذراع
لمدة أربع ساعات فشفعت له أمه ولم يقبل الوالد شفاعتهـــا
ومرة أخرى ربطه مع الماعز ليلة كاملة لكي يحفظ لوحته
لكن كالسابق لم يحفظ بسبب اصراره وتعنته ومرة أخــرى
ربطه مع الحمار وبات معه الى الصبح وآخر مرة أصـــر
والده على أن يحتت عل ظهره عرجون بلح – علي وراشد
يزن حوالي 30 كلغ  ولم ينفع دوما معه فعافه والده وتركه
لشأنه...كان الطفل على علاقة وطيدة حميمية بجدته لأمـــه
وكانت أمه ترسله لها ليرتع ويلعب ولترتاح في نفـــــــس
الوقت منه ومن مشاكله  وذات مرة رأى مصباحا كهربائيا
بني اللون زجاجته بارزة كأنها عين ضفدعة فأعجبـــــــــه
طلب من جدته أن تمنحه اياه فرفضت ولما ألح عليها فـــي
الطلب منحته اياه على أن يقلل من فضوله فشكرهـــــــــــا
ووعدها وعد عرقوب  ثم عاد من حي - طوجين- الـــــذي
تقيم به جدته والذي يبعد عن الحي الذي يقيم به النائــــــــم
بحوالي ثلاثة كيلومتر واثناء عملية تكرار القرءان مــــــن
طرف التلاميذ تحت اشراف الوالد بعد صلاة المغـــــــرب
أخذ النائم يشعل ويطفىء المصباح طلب الوالد من النائــــم
أن يتقدم اليه ففعل سأله من أين لك هذا فسكت النائم ولـــــم
يجب فعالجه بلكمة على وجهه وجذبة قوية من شحمة أذنه
ولم ينطق ببنت شفة  وما كان من الوالد الا أن طلب مــــن
التلاميذ مغادرة الكتاب لأنه سيقلب الى مركز استنطـــــاق
ولقد هم الوالد بتعذيب الولد بكل ما أوتي من قوة ومــــــــن
مهارات من بعد المغرب كما أسلفنا الى الساعة الواحـــــدة
ليلا وجاءت الأم وتجرأت وتقدمت من الوالد تريد انقــــاذ
ولدها من مخالب أبيه الذي أضحى وحشا كاسرا فأصابهـا
بعض ما أصاب ابنها فسقطت على الأرض مغشيا عليـــا
فاقدة الوعي فعالجا الوالد بغرفة ماء بارد على وجههــــــا
فاستفاقت واسترجعت قائلة: انا لله وانا اليه راجعون أخـــذ
الولد المصباح خلسة وردمه تحت التراب دون أن يـــــراه
والده  ثم التفت الوالد وقال: أين المصباح فلم يجبه الولــــد
فجن جنون الوالد واخذ يتمرغ فوق الطفل يريد قتلـــــــــــه
همت الأ م باطلاق صرخة استغاثة لكن الوالد قتل صرخة
الأم قبل أن تحبو بوضع يده على زمارة رقبتهـــــــــــــــا
فرآها ابنها وهي تشير بسبابة يدها اليمنى تريد النطــــــــق
بالشهادتين عندها أخلى سبيلها وتركها جثة هامدة أفاقـــت
بعد لحظات وفي هذه الأثناء لمست رجل الوالد شيئا صلبا
واذا به المصباح الكهربائي قد انكشف وتنفس الوالـــــــــد
الصعداء وأخذ مهراسا خشبيا وقلبه علي فمه ووضع فوقه
المصباح وأخذ يطحنه بالرزامة فطارت منه الأمبولــــــــة
البلورية وسقطت في وسط الكسكس المعد لوجبة العشــــاء
 فتوضأ الوالد وصلى صلاة العشاء قبل بزوغ الفجروطلب
من الأم احضار العشاء وبعد الشروع مباشرة بقليل واذا
بالوالد ينط ويصك ويتقلب على الأرض ويشير بأصبعـــــه
الي رقبته ففهمت الأم مقصده واستنجدت بالجيران فاقبلوا
مسرعين يتقصون الخبر واذا بالوالد يشير الى حلقـــــــــه
فطل أحدهم فرأى قطعة زجاج عالقة في الحلق فتعــــــاون
الحضور على قلب الوالد رأسه الى أسفل ورجليه الــــــــى
 الأعلى فعالجه أحدهم بلكمة على مؤخرة قفاه فطــارت
الأمبولة الزجاية بدمها عندها تنفس وحمد الله وأنا ميــــت
من الضحك أتقلب ذات اليمين وذات الشمال لهول ما حل
بي وبأمي المسكينة وبما حل بالوالد الذي كاد يفارق الدنيا
فأكمل الوالد عشاءه وصلى الحاضرون صلاة الصبــــــــح
ثم تفرقوا.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق