……سأل النائم أمه : هل رضي عني أبي جراء العملة التــــي
عملتها مؤخرا وهربت أم لا فقالت الأم : يرضى عنك بشـرط
ألا تتكرر منك مرة أخرى فوعد ولكن وعد عرقوب ثم قـــــال
أما رأيت قطي الأسود الذي لم يفارقني منذ هربت فقالت أيـــن
وجدته فقالت : نحن لم نربح على القطط البيض حتى نربـــح
من القط الأسود فنظر اليها القط كأنه يريد أن يقول شيئا ثـــــم
طأطأ رأسه وكتم غيظه قال النائم لأمه وجدته نائم تحت ظـــل
نخلة ولما رآني جاءني يجري كأنه يقول لي لا تتركني خذني
معك ولما رأيت فمه ملطخا بالدم سألته أمجرم أنت فقــال/ لا
بل كنت مستلقيا في دار مالكي العجوز أتربص بفأر أريــــــــد
القبض عليه فرماني صاحبي بحجر على خاصرتي فتألمــت
فقلت والله سأنتقم فاغتنمت فرصة نوم صاحبي وهجمت علــى
دجاجاته في خمهم وفعلت بهم فعلة الذئب بالغنم وغادرت الى
غير رجعة لصاحبي العجوز الذي احتقرني فقالت الأم: فعــلا
ان الطيور على أشكالها تقع .
وبعدما ارتوى أفراد الأسرة لبنا وأكلوا لحم الجرابعة المشوي
على الجمر رفقة الشاي جاء الأب من الغابة وقال: ما شــــاء
الله ما هذه اللمة فقال النائم: أنا قدمت من الصحراء فقط فهـــم
يسألونني ثم قال بعد أن قبل رأس والده : هل سامحتني يا أبـي
قال الأب سننظر في أمرك في ما بعد فقالت جدتي لأبي:سامح
ابنك واعف عنه فقال الأب نزولا عند رغبتك يا أمي العزيزة
سأفعل ثم تناوال الوالد نصيبه من لحم الجرابعة وقال:ما ألذه
وأطيبه وشرب الشاي وقدمت له زوجته قنينة اللبن فشــــرب
وقال: من أين هذا قالت الزوجة: هذا من فضل رب جاء بــــه
ابنك من الصحراء قال الوالد: كم هو لذيذ الطعم أشياء البادية
جميلة ولذيذة قرب مني يا نائم واحك لنا ماذا رأيت فــــــــي
الصحراء وهل أعجبتك فقال النائم كل شيء فيها جميل ما عدا
هجموم عساكر فرنسا علينا فخوفوننا وروعوننا ولقد رميــــت
بقطي في وجه أحد الحركة الذي كان يسب جدي فندب له خده
وأراد أن يطلق علي النار لولى أن الله كسره من فخذه علـــــى
اثر ارتطامه بأحد الأوتاد التي كانت تشد الخيمة فشكر الوالـــد
صنيع ولده وقال: الآن سامحتك على بدا منك ويبدو فقــــــــال
النائم: كيف حال الجدية التي رميتها في البئر قبل مغادرتـــــي
البيت يا أمي فقالت: تعيش أنت وجدناها قد كسرت من عظـــم
فخذها فقال النائم : أين نصيبي من لحمها وعظمها وشحمهـــا
فقالت أصبر حتى المساء وسأشوي لك القديــــد انك ستجــــده
لذيذا مع الشاي وما هي الا لحظات حتى هرع اليه أطفـــــال
الحي لما سمعوا بمقدمه فاستقبلهم وسلم عليهم فقالوا لــه لقــــد
اشتقنا اليك فقال: وأنا كذلك اشتقت اليكم فقدم اليهم اللبن ولحم
الجرابعة المشوي والشاي وفي الغد الباكر جمع النائم زملاءه
وراح بهم جهة الصحراء فرأوا جمال الطبيعة والطيور وفجأة
رأوا القط يجري وراء جربوع فأمسك به حيا وذبحه النائـــــم
بعد أن سمى وكبر وهكذا راح الأطفال يبحثون عن مخابـــىء
االجرابعة ثم يحفرون عنها وما تبقى من المهمة يكملها القـــط
ثم رجعوا الى الحي محملين بكمية من الجرابعة وبعـــــــــض
الأزهار والأعشاب البرية ………..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق