الأربعاء، 27 مارس 2013

النا ئـــم: 4



……..هدى الله الولد النائم نوعا ما وأصبح يسمع الكـــــــلام



وصار يحفظ من القرءان ما يتلقاه من أبيه هو وأبناء الحـــي



غير أنه لازال مستبدا برأيه وخفيف الظل  ومن الألعــــــاب



الجماعية  لأبناء الحي : لعبة الغميضة وغرابيلة  والسيـــــق



والقبعة وكرة الشعر في بداية فصل الخريف وبعض الألعاب



الفردية ك لعبة الطارة والفرفارة والصفاقة وصنع السيارات



من بقايا علب المواد الغذائية والزفافة  ومن القصص مــــــا



تحكيه العمة عائشة مثل : كويدش ومجلجل جناحه والغـــول



وفي يوم من الأيام كان الفصل صيفا وبعد الانتهاء من وجبة



الغداء دخل أفراد الأسرة الداموس للقيلولة أخذ الطفـــل



قسطا من النوم و تسلل الى الخارج وكسر رقبة البئر وأخــذ



يرمي كل ما يجده أمامه من أثاث المنزل في البئر وترك كل



الغرف فارغة وكأن الدار غير مأهولة ولم تسلم حتى المـواد



الغذائية من تمور وقهوة وسكر وشاي وجدية صغيرة وقطـة



ثم آوى الىالظل لأخذ قسط من الراحة وقال: محدثا نفسه الآن



قد انتقمت من أفراد الأسرة بالكامل لما نالني من العذاب مـن



والدي ثم قام وهرع مسرعا نحو حي – طوجين- أين تقيــــم



جدته فوجدها نائمة وجد شكوة الحليب معلقة  فشرب حتــــى



روي ونام بجانب جدته ولما حان الظهر استيقظ أفــــــــــراد



الأسرة وغادروا الداموس فلاحظوا وضعا غير عادي فنظر



أحدهم الى رقبة البئر مكسورة ثم طل واذا بالجدية تصيـــــح



والقطة تموء طلبا  للنجدة فجن جنون الوالد واقتفى  الآثــار



فعرف بأن – النائم- فعلها وهرب لحق به الوالد فوجده عنــد



جدته وأراد أن يأخذه فلم يرض الجد تسليمه قائلا انه طلب



حق اللجوء ومنحناه ولن نسلمه لك رحمة بك وبه خوفا من



المحضور وان جرمه كبير وأنا بالمناسبة عازم على الرحيـ



الى الصحراء يرافقنا لمدة أسبوعين أو ثلاث ثم نعيده لـــــك



اتفقا على ما سبق ذكره وافترقا  بعد ما صليا  صلاة الظهر



وتناولا شاي المساء معا عاد الوالد الى الدار فوجد الأم فـي



حيرة من أمرها ووجدها قد استعانت بالجيران وأخرجـــــوا



محتوى البئر لكن الجدية مكسورة من الكتف كسرا لا يجبر



فذبحوها وطردوا القرم شر طردة وأطعموا من لحمها بعض



الجيران والصبية والنسوان وطلبوا أن يهدي الله الطفل النائم



اليقظان وأن يعود غانما سالما في أمان قال الأب: ما رأيــت



مثله على وجه الأرض الله اخلصنا منه على خير قالت الأم



مدافعة عن ابنها ألم تعلموا بأنه ليس كبقية أقرانه انه نام فــي



بطني ثلاثة سنوات ونصف ولما أخبر الوالد الأم بأن النائم



سوف يرافق جده وجدته الى الصحراء فقالت جميل ليرتاح



منا ونرتاح منه قليلا……. وفي الصباح الباكر وبعد صلاة



الصبح وضعت الخيمة على ظهر جمل وخشب المنســــــــج



ولوازمه على جمل آخر رفقة الأغطية كما وضعت المـــواد



الغذائية من تمور وزروع  وغيرها  على ناقة ثمأعطيــــــت



اشارة الانطلاقة القافلة يتقد مها  الجد راكبا حماره وفي آخر



القافلة قطيع الماشية يسوقه الأولاد وفي الوسط هودجيـــــــن



بهما الجدة والزوجة الثانية  وكان النائم رفقة القافلة حامـــلا



قطا أسود وكان الجوغائما وفجأة أصبحت مساكن البلــــــدة



تصغر وتختفي شيئا فشيئا الى أن غربت وظهرت أرض



خضؤاء مكسوة بالأشجار والعشب تتوجه الأزهار بمختلف



الألوان وطيرا محلقة في الهواء تجوب الأفاقو وأخرى



على وجه الأرض تنتقل من شجرة الى أخرى مزقزقة



وكأنها تلحن أناشيد احتفاء بتواجد القافلة في صحرائها



لتستأنس بها    …

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق