الأحد، 16 نوفمبر 2014

الشهيد أحمد بن معمر جواحي - العقيلة -


    

  القراء الكرام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
 لنتعرف اليوم على الشهيد : أحمد بن معر جواحي رحمه الله وكل  شهداء ثورة التحرير المباركة ، ثورة 1954 وكل الثورات الشعبية التي سبقت .
هـــو أحمد بن معمر جواحي من مواليد 1924 بحي العقيلة بلدية العالية نشأ وترعرع بها مثله مثل أبناء عمومته وكافة سكان القرية والجهة درس القرءان الكريم عن المرحوم دباشي المسعود بالطيبين وعاش حياة الحل والترحال في لبرق والعريفجي والمورقي وصحاري القرارة وبريان وغيرها على غرار ما كان  يمتهنه أهل البلدة .
وبحكم أن ثورة التحرير طلع فجرها مبكرا في البلدة دون غيرها ، إنخرط هو وبعض أهل البلدة في العمل الثوري ضد المستدمر الفرنسي مدنيا ولما إنكشف أمره إلتحق بالجبل وتحول الى العمل العسكري وهكذا كان دأبه في العمل بحيث كان همزة وصل بين المسؤولين في جيش التحرير والمسؤولين المدنيين بالبلدة من حث على الجهاد وجمع للمال والتوعية وتوضيح الرأى ، وفي يوم من الأيام كنت أنا صغيرا ورحت الى دار جدي محمد الغزال رحمه الله بحكم بحكم العلاقة الحميمة التي كانت تربطني بجدتي مبروكة رحمها الله هي الأخرى ولم أجدها في غرفتها المعهودة حيث حيث إنظمت الى جناح ضرتها مسعودة رحمها الله هي الأخرى ولما سألت جدتي عن غرفتها لم تجبن ولحيت عليها في الإجابة قالت أن الغرفة لم تعد تسكنها وفيها عزة وعامروكنت أنا وقتها صغيرا عمري 9 سنوات وبقيت أفكر هل عزة وعامر أكلة أم مشروب ؟ لم افهم بعد ماذا تقصد جدتي بهذه الإجابة المبهمة بالنسبة لي ، غير أن الحقيقة أن الغرفة كان فيها العسكري أحمد بن معمر جواحي رحمه الله وأصبحت مركزا يلتقي فيه الثوار من البلدة قصد التشاور والتحاورفي أمور مسيرة العمل الثوري وكانت مدة المكوث 20 يوما غيرأن عيون المستدمر الفرنسي كانت تراقب من بعيد وتدلي بالأخبار الى مركز الإستنطاق الفرنسي -  s.a.s  - الكائن مقره شرق النسيج العمراني بالبلدة ، ولما علم أهل المسكن بما يجري من حيث الوشاية تم الإخطار بذلك فما كان من الرجل المجاهد إلا أن غادر المسكن متجها نحو - العقيلة - رفقة أحد إخوته راجلين وتبع أثرهم صاحب الدار بقطيع من الغنم لمحو أثر الأقدام لكيلا يتتبعها أعوان المستدمر ورغم ذلك عرف الأثرأحد الفضوليين وتناقش حول الموضوع مع إبن صاحب والذي كان آنذاك يحضر الجبس في أحد الأفران بالقرب من المسكن وكاد يقتله لولا تدخل الوالد....فمكث الشهيد مدة قليلة حتى لحقت الوشاية الى المستدمر الفرنسي من طرف بعض الخونة وصبيحة يوم الجمعة إذا لم تخني الذاكرة  08 ديسمبر 1961م  غطت الجيوش الجرارة المدججة بجميع أنواع الأسلحة برا وجوا وأحاطوا بالمكان المشبوه - دارمحمد الغزال مشري - بالحي المسمى ب - طوجين - إحاطة السوار بالمعصم فبل الفجر بكثير ونفس الشيء بالحي الذي يقيم الشهيد بالحي السكني  المسمى  - بالعقيلة - وكانت القوات الفرنسية غير متأكدة من مكان تواجد الشهيد بالضبط ولهذا ركزت تواجدها المكثف بالمكانين السابقين المذكورين ، وفي الصباح الباكر خرج الشهيد ليتوضأ إستعدادا لصلاة الصبح وإذا به يفاجؤ بتواجد مكثف بقوات العدو وحينها شرع الشهيد في عملية حرق الوثائق والإيصالات التي لها علاقة بالثورة حتى لا يتضرر المنتمون لتنظيم جبهة وجيش التحرير الوطني من أهالي البلدة أخذ الشهيد معه أحد أبناء عمومته لمساعدته محمد بن البشير وبدأت المعركة رحاها منطلقة من حي العقيلة مرورا بالدهيمي الى أن وصلوا قرب دار خميري بحي الدبدابة مساكن آل موهوبي حيث إستشهد المرحوم جواحي أحمد بن معمربطلق ناري من أحد الحركة - قومي لعنة الله عليه - وذلك بعد أن كبد العدو خسائر جسيمة في الأرواح ما يزيد عن ال 20 قتيلا بين الحركة والفرنسيين مأواهم النار وبئس القرار، أما رفيقة محمد بن البشير الذي أخذ معه بندقية الشهيد تم القبض عليه بعد جهد جهيد ، ثم رجعت قوات المستدمر الى المكانين المذكورين ب حي طوجين دارمحمد الغزال مشري وحي العقيلة فنكلت بكل من الرجال والنساء والأطفال وحتى الحيوانات لم تسلم ونقلوا أكثرية الرجال الى السجون الى غاية بزوغ فجر الإستقلال ، أما عن الشهيد فدفن في مقبرة العالية بعد الصلاة عليه رحم الله الشهيد وأسكنه فسيح الجنان .
وبالمناسبة جادت قريحة المرحومة الشاعرة المجاهدة الأخت مبروكة بنت المسعود غبايشي حرم المرحوم محمد الغزال مشري بالقصيدة التالية  :

             ****** طيورت علية ******
طيورت علية عن غفلة حامو عليــــــــــــي
جاو للعلية قصدوها مقصاد النيــــــــــــــــة
وتلفتو زربو بخطاهم وصلونـــــــــــــــــــي
ها الخيوة هوني ساسو وقتاش تشوفونــــــي
الآقصى والدوني نسخو قولــــــــــــــــــــــي
سمعوا بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
الطيورة مبهاهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
انا محية في حماهــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
الطيوة مبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهاهم
نورد من ماهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
ومن بحر الكوثر يرونـــــــــــــــــــــــــــــي
الطيورة نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادوا
يا حزن الوطن وتنــــــــــــــــــــــــــــــكادو
الوجوه اســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوادوا
في شاو العام آمظنونــــــــــــــــــــــــــــــــي
جملت جميلة بنت البيت الكميلـــــــــــــــــــة
يومين وليلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
ما برزت بالقول الدونــــــــــــــــــــــــــــــي
وارجالو ذلوا واثوابهم بالبول تبلــــــــــــــــو
لون زاد ربي ولــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا
لون بريشاتي حرقونــــــــــــــــــــــــــــــــي
منين فزت تتجمل للقشمــــــــــــــــــــــــــــي
عنا جمــــــــــــــــــــــل
بارودو نمـــــــــــــــــل
قاللهم الفيزي أعطونـــــــــــــــــــــــــــــــــي
بانت شيعاتـــــــــــــــــــــــــــــــــو
عشاو الرياس إهاتــــــــــــــــــــــو
حرم ابياتـــــــــــــــــــــــــــــــــــو
والسايحيات أخياتـــــــــــــــــــــــو
عز بنياتو والنسوم انجاتـــــــــــــو
يا عجبة ليها لقونـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
هاني ساسية  ما نيش على المال غنيـــــــــــا
لقيت إيدي شوية شويــــــــــــــــــــــــــــــــــة
ميش لقيمة وإلا قليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
نرضى حاشيا بالاك وراه تخلونـــــــــــــــــي
كان حضرت موتو بدقيقة حبيت انفوتـــــــــــو
أولادو وخوتو أنا عن كنزي ما يغنونـــــــــــي
أولاد شبشابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
شمسي طلعت وسط سحابـــــــــــــــــــــــــــة
أنا كأني ناقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
بني مخول ما شدت حويــــــــــــــــــــــــــــــة
          من أشعارالمرحومة مبروكة غبايشي
          منقول عن إبنتها السية : ن . غ .م . ط . م 
من تدوين : تيجاني سليمان موهوبي
mouhoubi51.blogspot.com


المرحومة الشاعرة مبروكة غبايشي بلدة العالية 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق