الخميس، 15 مايو 2014

وفاة حرم المجاهد العلمي بن أحمد بلعور.

  القراء الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركته
....إنا لله وإنا إليه راجعون.....كل نفس ذائقة الموت.....
بالمزيد من الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة - المرحومة والمغفور لها إن شاء الله -  الزوجة الثانية حرم المرحوم المجاهد العلمي بن أحمد بلعور ووالدة  رئيس المجلس الشوري لآل مبارك  الأخ أحمد في حدود الساعة : 13:00 من يوم الأربعاء : 14 ماي 2014/م  عن عمر يناهز : 88 سنة  مخلفة مجموعة من الأولاد كلهم بالغين ومتزوجين.... وهم خير خلف لخير سلف ، ولقد حضر مراسيم الدفن على الساعة 18:00 بمقبرة بلدة العالية الأهالي والأقرباء والخلان والجيران والأصدقاء من العالية والطيبين والشقة والحجيرة والأقراف وورقلة وتقرت وغرداية وزلفانة....في موكب جنائزي مهيب يليق بمقام المرحومة ومقام زوجها المرحوم في  عائلته وعشيرته آل مبارك ..، وهو عين من أعيان العرش والبلدة .
وبعد إتمام مراسيم الدفن قدم واجب التعازي من طرف كل الحضور الى أهل المتوفاة وبعدها فمن الحضور من عاد من حيث أتى...ومنهم من إلتحق بمقر أهل المرحومة لتقديم واجب العزاء ، وهكذا هي الأمور الى غاية حوالي الأسبوع حيث تقام وليمة العزاء يتخللها المدائح الدينية وختم القرءان الكريم في كل ليلة تزامنا مع حلقات الذكر...
فإنا لله وإنا إليه راجعون..... وكلنا إليها سائرون..فالله نسأل أن يتغمدها برحمته الواسعة وأن يسكنها فسيح الجنان.....ويرزق أبناءها وأهلها وذويها الصبر والسلوان .

الثلاثاء، 13 مايو 2014

الهــــــــــــــــارب - 2 -

     ....دائما مع الهـــــارب - إبراهيم - حيث قال : ومرة أخرى إستعصى علي حفظ  ما هو مكتوب في لوحتي حيث قرأت مرارا وتكرارا ولم أوفق فقلت في نفسي يجب أن أبدل موضوع الحفظ هذا  بغيره كإستراحة  ثم  أعاود الكرة من جديد لعل الله يفتح علي وأحفظ لوحتي وأرتاح من عناء مساءلة المدرس  لي ، فبدأت أراجع شريط أحداثي ومصاحبتي لوالدي رحمه الله  الى القنسة بالشاحنة الزرقاء من نوع - سافيام - حيث لاحظته وهو يقود الشاحنة وهي  تزف وترغي كالبعير وفي كل مرة يحرك والدي العصا السوداء والتي تحمل على رأسها كرة سوداء وهو يحركها بين الفينة والأخرى يمينا وشمالا والى الأمام والى الخلف حيث يبدل السرعة وهي تموج بنا وتتنرنح...وأنا مشتاق الى السياقة  لكنني لا أحسنها ولا والدي يتركني  أتعتب غرفة القيادة....فقلت والله فكرة مش بطالة 
فاليوم أحقق حلما من أحلام يقظتي وأحاول تجسيده على أرضية الواقع...فرشقت القلم الطويل المصنوع من القصب عن يميني في الأرض وجعلته هو عصا تبديل السرعة وجعلت لوحتي هي المقود والدواة هي - الديمارور - فأغمضت عيني وتصورت أني ركبت  الشاحنة  ووالدي مسافر سفرا طويلا  وأغلقت الباب وحركت الدواة وأقول بفمي : إرررون.....إرررورن الى أن إستيقظ المحرك وبدأ هديره مدويا ثم حركت قلمي الى الأمام الذي يمثل عصا السرعة وأطلقت فرملة اليد فقفزت بي الشاحنة كأنها بقر الوحش فتشبثت بالمقود ومررت كل السرعات وأنا أردح الى أسفل والى أعلا واترنح يمينا وشمالا وأقلد صوت المحرك بفمي ، قلت في نفسي ربما سمع صوت هدير الشاحنة وربما ما سمعة وانا أحيانا  أقوي الصوت وطورا أخفضه لكن زملائي كلهم يسمعون ويشاهدون ، فمنهم من  خاف على من غضبة المدرس ومنهم من أراد أن يركب معي ومنهم من يجري ورائ...إحلوت الحكاية معي وظننت أن المدرس مشغولا عني بغيري من التلاميذ.....لكنه كان يسمع ويرى من طرف خفي لا اعلمه أنا ولم أجعل له حسابا ولم أنتبه إليه ، وكان دوما في يد المدرس أنبوبا مطاطيا من الكاوتشو الأحمر الثخن ملوي على إثنين أي على صرعين  ...غافلني هذا المدرس ورحمني به رحمة أغنتني عمن سواه جاءتني بين الأكتاف وما تبقى من الأنبوب صدمني عن وجهي صدمة كادت تفقدني بصري  حيث إظلولمت الدنيا بين عينيا وأصبحت لا أرى إلا أسلاكا رقيقة  مضيئة بمختلف الألوان والأحجام والأطوال  تماما كقووس قزح وقال المدرس : هذا لوطوروت أنتاع أمك إلا راك تسير فيه بهذه السرعة يا كلب ...وكان للمدرس بيده اليمنى أصبعين ملتويين الى راحة يده  وفي حالة ما إذا إستعمل يده فتكون النتيجة تساوي : دبزة + كف ومن حالفه الحظ وكان له منها نصيبا على وجهه أو اي مكان من جسمه فبعد إنتهاء العملية يلاحظ  أثار أظلاف ثور على الثرى  أي إحمرار شديد وفي مركزه حفرتين ...
كانت هذه هي حياة التلاميذ في وقت غير بعيد....
من إعداد المدون / تيجاني سليمان موهوبي 

الهـــــــــارب - 1 -

 القراء الكرام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركته...
قبل أمس إلتقيت بأحد الذين توظفوا في قطاع وزارة المالية من أبناء بلدة العالية وكان موضوع حديثنا - المحضرة القرءانية وأساليب التربية والتحفيظ - فقال عندما كنت تلميذا  في إحدى المحاضر لتحفيظ القرءان الكريم  ولما إنتهيت من حفظ الأحرف الهجائية بكامل الحركات قال لي المدرس غدا سوف ننتقل بك الى حفظ سورة الفاتحة إن شاء الله وكنت أخاف كثيرا من المدرس الذي فارقت الإبتسامة وجهه منذ إنتمائه الى سلك مدرسي القرءان الكريم ، جئت في الغد وأحد  وجهي لوحتي الخشبية ممحوا بالماء والصيصال - الحجر الطيني - وفكرت لي نفسي في الهروب من المحضرة ، فبدأت أبتعد قليلا قليلا من المدرس وأتقرب من الباب  شيئا فشيئا الى أن أصبحت قاب قوسين أو أدني من الشارع وأغتنمت فرصة إنهماك المدرس مع أحد التلاميذ وانطلقت كالسهم نحو الدار فوجت والدي لقد انتهى من وجبة الضحى بعد أن رجع من القنسة - مقلع الحجارة - على أن يعود إليها ثانية لتلبية طلبات المواطنين من إحضارالحجارة الجبسية لتكملة بناء مساكنهم المنجزة أصلا من المواد المحلية  مثل الطين والحجارة والجبس ، فقال الوالد مرحبا بولدي لقد حفظت لوحتك وجئت الآن سآخذك معي الى القنسة لتلعب وتمرح وتشاهد الطيور ففرح الولد لذك...وما هي إلا لحظات حتى لحق زبانية المحضرة بأمر من المدرس لإحضار الهارب فتفاجأ الوالد وقال : ما تريد يا لزهر؟ فقال أريد الهارب من المحضرة  إبراهيم لقد دخل للدار توا وكنت أقتفي آثار قدميه وهو يجري.....فشعر إبراهيم بالذعر واصفر وجهه حيث عالجه والده بلطة قوية على وههه كادت تمحو كل معالم الشم  والإبصار....وسقط مغشيا عليه فدفقت عليه الأم  دلو ماء بارد من  الحاسي - البئر- فاستفاق وكأنه بعث للحياة من جديد وقال الوالد لإبراهيم تعال معي الى المحضرة ورمى به على ظهر الشاحنة وسار به الى أن وصل وكان أبوه طويلا رحمه الله فأمسك به كالجدي الحديث الولادة من رقبته ورمى به بين التلامييذ على الأرض أمام المدرس الذي هو الآخرأشبعه كفا ولطما ثم قال الوالدي أنا أعرف إبني جيدا لا زال  بحاجة الى قهوة الصباح وبدأ معه الشوط الثاني الذي تمثل في الركل والرفس واللطم حتى إزرورقت وجنتاه وقال له : أعدها ثانية إن كنت بطلا...وأخرج من جيبه ورقة نقدية حمراء اللون قيتها 20 دنانير جزائري وكانت لها قيمة أعطاها لمدرس القرءان الكريم وقال له : إن عاود ولدي الكرة ثانية فأعد له السينايو من جديد الى أن يستقيم....قال إبراهيم فمن ذلك الوقت لم تسول لي نفسي الهروب من المحضرة الى أن توفي المدرس رحمه الله ، وكنت أحفظ لوحتي  يقظة ومناما حبا متراكبا .....أنظروا  يرحمكم الله معاشر القراء ولاحظوا الفرق بين ما كانت عليه أجيال الأمس وأجيال اليوم .
   

الخميس، 8 مايو 2014

كتاب آل البيت - نسخة جديدة منقحة -

   معاشر القراء الكرام ...السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركته....
وبعد يسعدني ويشرفني أن انقل الى معاليكم الى أنه تم مؤخرا صدور نسخة جديدة منقحة طبعة أولى معنونة ب - آل البيت ، في الجزائر والعالم العربي والإسلامي -
- تحفة الأولاد في سند الأجداد - للباحث : الأستاذ عبد القادر موهوبي السائحي  الحسني 
 شركة النشر والتوزيع الجزائر ، حي الدوزي 3 رقم 411  باب الزوار الجزائر
هاتف : 021204520/ 0554860334
البريد الإلكتروني : darelbassair@yahoo.fr
عنــــــــــان المؤلف :
عبد القادر موهوبي السائحي الإدريسيي الحسني
صندوق البريد رقم : 53 تقرت ولاية ورقلة الرمزالبريدي : 30200
البريد الإلكتروني : mouhaek@gmail.com
هـــــــــاتف : 0550525959
جميع الحقوق محفوظة
رقم الإداع القانوني : 4375 - 2013
ردمك :  4 - 026 - 02 - 9931 - 978 

هذا الكتاب كما هو  موضح في الصورة يحتوي على 800 صفحة وهو إمتداد للكتاب الأول  والذي يحمل نفس العنوان ونفس المواصفاة ونفس المحتوى لكن بتغيير طفيف بناء على طلب الناقدين المعلل بحج واضحة منطقية ومؤسسة .
هذا الكتاب يعرف ب آل البيت وما لهم وما عليهم من حقوق وواجبات تجاه انفسهم وتجاه غيرهم  ، هذا الكتاب أيضا هو مصدر للدارسين والباحثين والنقاد وهو إثراء للمكتبة الوطنية والمكتبات المحلية الأخرى .
بدوري أشكر الباحث وأثني عليه على ما قام به من مجهودات جبارة من جوانب الفكر والمادة والتعب....
   تحياتي الخالصة له ولكل باحث ومؤلف .
المدون : تيجاني سليمان موهوبي.

        
واجهة الكتاب ، الصورة ملتقطة يوم : 8 ماي 2014 / م  حي المعلمين بلدية العالية من طرف المدون تيجاني سليمان موهوبي 


ظهر الكتاب ، الصورة ملتقطة يوم : 8 ماي 2014/م من طرف المدون : تيجاني سليمان موهوبي ، حي المعلمين بلدية العالية. 

 الصورة ملتقطة يوم : 8 ماي 2014/م من طرف المدون : تيجاني سليمان موهوبي ، حي المعلمين بلدية العالية. 

 الصورة ملتقطة يوم : 8 ماي 2014/م من طرف المدون : تيجاني سليمان موهوبي ، حي المعلمين بلدية العالية. 



 الصورة ملتقطة يوم : 8 ماي 2014/م من طرف المدون : تيجاني سليمان موهوبي ، حي المعلمين بلدية العالية.  

الأحد، 4 مايو 2014

الولي المزيف

     القراء الكرام......السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
 ....زارني أحد الأصدقاء القدامى ع/ عبد الرزاق رفقة الأخ  م/ عبد الستار بمسكني الكائن بحي المستقبل بلدية العالية ، هذا الصديق هو صديق الطفولة بمدينة تقرت حيث كنا نقيم هناك في الستينيات من القرن الماضي وكانت له دراجة بيضاء كنا نركبها معا كنت أنا أقيم عند خالي أحمد حفظه الله بحي  - لا سيليس -  وكان هو يقيم مع والده الإمام بالمسجد الكبير والعتيق بمدينة تقرت  في حي الإستقلال  وكان ذلك منذ سنة 1964 الى غاية 1967 عندما غادرت  مدينة تقرت وسافرت الى مدينة الأغواط حيث إلتحقت بدار المعلمين المساعدين .....ولم أعد أرى ذلك الصديق إلا في بعض المناسبات النادرة من أقراح نضرا لكونه هو أيضا تحول الى مدينة ورقلة ثم غرداية حيث يقيم والده تبعا لوظيفة المسجد ثم تزوج  وتحول الى  - زرالدة بالجزائر العاصمة - الى يومنا هذا .
قلت لقد زارني هو ورفيقه المذكور في بحر هذا الأسبوع فقط  ليلا من الساعة  21:10 الى غاية 23:50  حيث صينية الشاي أمامنا وكان هو مدخنا - عفانا الله وإياكم - فمنعته من تعاطي سجارته داخل المنزل منعا باتا ونصحته بالعدول عن التدخين لكونه أصبح من المحرمات بفتوى إجماع علماء المسلمين مؤخرا نظرا للمضار الجسمانية والروحانية بصرف النظر عن الجانب المادي  ، وبقينا نتجاذب أطراف الحديث ومن جملة ذلك سألني عن سبب خروجي المسبق من وظيفة التعليم فقلت له لما سمح القانون بذلك فلماذا أبقى ؟ قال : لقد تركت المجال وحرمت  نفسك من الزيادات المادية مؤخرا والتي ظفر بها زملاؤك من بعدك ، فقلت له لم يبق هناك ما يشجع على البقاء في ميدان التعليم   فقال لي ما السبب ؟ فقلت له : لم يعد المنهاج منهاجا هادفا ولم يعلد الولي وليا حقيقيا ولم يعد التلميد تلميذا حقيقيا فالكل في نظري لا طائل من ورائه يرجى....ألم تر يا صديق ما نحن فيه من تفكك وتشرذم وشيوعا للمخدرات والفسق والفجور والنفاق  والشقاق وسوء الأخلاق وتعاطي الرشوة  والتعامل بالربا بصرف النظر عن  الفساد الإداري  والمالي.....أيعجبك أن رئيسنا يتداوى في الخارج وليس الخارج فقط بل عند أعداء الأمس وأعداء اليوم واعداء الغد.....لدينا من المال ما يكفي لبناء كل ما نحتاج إليه من مؤسسات صحية وغيرها...ولدينا من المؤهلات والإمكانات ما يغنينا عن العالم الأوروبي وغيرها ...لماذا نبقى دوما منبطحين وخاضعين وخانعين وتابعين للغرب ....أيعجبك هذا يا صديقي؟...فالمعلم اليوم مهان والأستاذ مهان .....فكل مانراه في بلدنا من غرائب وعجائب هو من نتاج البرامج التعليمية الفاسدة والمستوردة من مزبلة أوربا .
يقال أن التلميذ لا يضرب ولو بزهرة.....وما الى ذلك من الخزعبلات....وعلى ذكر هذا حكي لي صديقي حكاية عندما كان دراسا في ثانوية الأمير عبد القادر بمدينة تقرت والتي كان بها مراقبا عاما حفظه الله - درويش...... - حيث أن هذا الصديق يحكي ويقول : لما كنت تلميذا بهذه الثانوية  وتغيبت من غير عذر ومن غير سبب فلم يسمح لي بمواصلة الدراسة وطلب مني المراقب العام المذكور إحضار والدي وترجيته  كثيرا ولم يقبل وقلت في نفسي لا أحضر والدي ولا أقول له ...فإن أنا فعلت فسوف يعاقبني عقابا شديدا لا طاقة لي بتحمله، ففكرت مليا واتصلت بشيخ كبير طاعن في السن يعمل إسكافيا في سوق الخضر وعرضت عليه على أن يرافقني الى الثانويه على أنه والدي وترجوته وقلت له أنا يتيما لا أب لي ولا أم  ولم يسمح لي المراقب بالدخول فالرجاء أن تلبي طلبي ولا تتركني مكسوفا في الشارع ، فاقتنع الإسكافي ورافقني الى المؤسسسة ، وما أن رآني المراقب حتى فاجأني  قائلا : أأحضرت والدك ولي أمرك ؟ فقلت نعم سيدي ، هذا هو والدي ، فسكت المراقب ثم أدخل ذلك الشيخ الى المكتب وأغلق الباب وقال للشيخ ألا تستحي  بانتحالك شخصية ولي أمر هذا التلميذ المحتال الذي إحتال عليك وجاء بك الى هنا ؟ فإني أعرف والد هذا المحتال وأصلي خلفه دوما في المسجد العتيق ، هيا أخرج من هنا سرعا وإلا أعلمت الشرطة بفعلتك الشنعاء لتلقى العقوبة المناسبة ، هيا أغرب عن وجهي .
ولما غادر ذلك الشيخ المكتب مسرعا مهرولا بعد أن نظر الي نظرة وعيد جاءني المراقب ولطمني عن وجهي لطمة كدت أفقد فيها صوابي وقال : يا محتال ويا صاحب سوء الفعال أتظن اني لا أعرف أباك  إمام المسجد العتيق  والذي أصلي خلفه جل صلاواتي ؟ أتعتقد بأن حيلك هذه تنجيك من سخطي عليك ....لقد أرسلت مع إبن عمك ع/ نور الدين الى والدك ليحضرهنا في المساء وسوف ترى ، ولن تغادر المؤسسسة وها أنا معك الى ان يحضر والدك....وفعلا بقيت بالمؤسسة دون غداء الى ان حضر والدي في المساء بعد صلاة العصر وأبلغه المراقب العام بكل ما جرى مني ،  وما هي إلا دقائق معدودات حتى خرج من الكتب والدي ونظر الي نظرة فهمت منها أني مستهدف بعقوبة من طرفه ليس لها نظير...لكن تملكني الخوف وتبولت بولة مقدار لترين إكتسحت ساحة المكتب وجزء وفير من البهو....فقلت في نفسي لعل بولتي هذه تجعل المراقب يعطف علي ويسامحني  ويتركني أغادر المؤسسة دون ضرب....لكنها لم تشفع وأخذت النصيب الأوفر من اللكمات والركلات حتى كادت عظامي تنصل من بعضها البعض ، ولما وصلت الى الدار وجدت والدتي وجهها مكفهر وعليه سحاب مركوم من شدة الغضب والشرر يتطاير من عينيها كاللهب ورمت الي بشيء قليل من الغداء باردا  ولم تكلمني وهي علي غاضبة  فتناولت ذلك الغداء وجاءني طعمه مر مرارة العلقم  فضحكت من الحزن ومن شدة ما حل  بي ، فقالت أمي أتضحك يا بارد الوجه...يا برهوش....الليلة ستنال جزاءك الأوفر من عند والدك فسوف يعجنك عجنا....فخير لك ألا تبيت هنا الليلة حتى يهدأ غضبه إنه كالبركان الهائج...فقلت يجب ان ابيت عند إبن عمي  ع/ نور الدين فقالت المهم ألا أراك هنا ...إذهب حتى الى الجحيم . ..هذا ما كان من قصتي مع المراقب .
أما القصة الثانية  فوقعت مع أحد إخوتي ع/ عبد العالي الذي تعرض - للفلاقة - من طرف مقريء القرءان حتى إنتفخت رجلاه  وفي الصبيحة لم يقدر على المشي حتى يلتحق بالكتاب هذا بحسب رأي الأم ، فلقد أحضر الوالد الإمام نقالة كانت تستعمل لرمي الزبالة فحمل فيها الوالد التلميذ ع/ عبد العالي الى الكتاب ومن خلال  الباب أفرغ الوالد الحمولة ورمى بها في الداخل تماما كما ترمى الزبالة وقال للمعلم زده واشبعه ضربا إن هو خرج عن المألوف.
العبرة عندنا من القصتين هو أن المعلم كان في المستوى والأستاذ في المستوى  والتلميذ في المستوى والأب في المستوى ....والكل في الستوى المطلوب يلعب دوره كما ينبغي وللعلم قيمة.....أما اليوم فنرى عكس ذلك.....فلما البقاء يا سيدي في قطاع التعليم ؟